امتدت التجارب على نطاق واسع لتشمل العديد من المسابقات المحلية
يُستخدَم نظام إعادة عرض لقطات الفيديو حالياً في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة FIFA™ التي تستضيفها تشيلي، وسيُستخدَم في بطولتي FIFA المقرَّرتين خلال الأسابيع والأشهر المقبلة في المغرب (فئة الشابات) وقطر (فئة الشُّبان)
يَلقى هذا النظام الفعَّال من حيث التكلفة والقابل للتطوير مستقبلاً اهتماماً متزايداً لدى الاتحادات الوطنية الأعضاء المنضوية تحت مظلة FIFA
يُحقق نظام الفيديو الداعم في كرة القدم (FVS) انتشاراً واسعاً وبوتيرة متزايدة داخل منظومة اللعبة في مختلف أرجاء العالم، وهو عبارة عن نظام سهل الاستخدام وفعال من حيث التكلفة يقوم على إعادة عرض لقطات الفيديو عند الاعتراض على القرارات التحكيمية في الحالات الدقيقة.
ففي أعقاب القرار الذي اتخذه المجلس الدولي لكرة القدم القرارات التالية خلال اجتماعه العام السنوي الـ 139، تم تمديد فترة الاختبارات المتعلقة بنظام الفيديو الداعم في كرة القدم لتشمل مسابقات غير تابعة لـ FIFA، وهو ما أتاح الفرصة للاتحادات الأعضاء لتبني مختلف الحلول التكنولوجية المُبسَّطة التي تم تطويرها عبر التحدي الذي أطلقه FIFA في مجال الابتكار "FIFA Innovation Challenge"، حيث قدَّمت العديد من الشركات المتخصِّصة في مجال الخدمات والحلول التكنولوجية أنظمة تم تقييمها وإبرازها في عروض توضيحية حضرها حُكام وممثلون عن مخلف الدوريات والهيئات الناظمة، علماً أن مُعظم الشركات المنخرطة في هذه العملية تزخر بخبرة واسعة في برنامج FIFA للجودة.
يُذكر أن هذا النظام التكنولوجي المُبتكر بدأ كتحدٍّ إبداعي في إطار برنامج FIFA Innovation Challenge وتحت إشراف قسم FIFA المعني بالتحكيم، ثم تطور تدريجياً ليصبح الآن حلاً عملياً تتبناه مجموعة واسعة من الدوريات، علماً العديد من الاتحادات الوطنية شرعت في الترتيبات التي تسبق تطبيقه.
ففي أغسطس/آب الماضي، أصبح دوري الدرجة الثالثة الإيطالي للرجال ودوري الدرجة الأولى الإسباني للسيدات ودوري الدرجة الثالثة الإسباني للرجال أول مسابقات تعتمد بشكل كامل نظام الفيديو الداعم في كرة القدم ضمن كافة منافساتها، علماً أن استعانة هذه الدوريات بنظام الفيديو الداعم تمثل خطوة جديدة في المرحلة التجريبية، حيث تنطوي على نظام مرن وقابل للتطوير ومتاح بتكلفة معقولة، بما يتيح العمل به على مختلف مستويات اللعبة. فقد أقيمت حتى الآن نحو 200 مباراة باستخدام نظام الفيديو الداعم في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي للرجال، ومن المقرر أن تبدأ مرحلة تجريبية نهاية الأسبوع المقبل في دوري الدرجة الأولى الإيطالي للسيدات. وبدورها، شهدت البرازيل بدء العمل بهذا النظام، حيث انطلقت التجارب في بطولة كأس ولاية ساو باولو وبطولة الكأس الوطنية للسيدات.
وفي هذا الصدد، قال بيرلويجي كولينا، رئيس لجنة حكام FIFA: "نظام الفيديو الداعم في كرة القدم هو بمثابة أداة يُراد منها دعم الحكام في المسابقات بموارد وكاميرات أقل، إذ ينبغي ألا يُنظر إليه على أنه شكل من أشكال نظام حَكَم الفيديو المساعد أو نسخة مُعدَّلة منه، لأنه لا يشمل حُكام الفيديو الذين يراقبون كل حادث على حدة. وإننا نرى النتائج الأولى مُشجِّعة ونتطلع إلى مساعدة الاتحادات الأعضاء على الاستفادة من هذه التكنولوجيا".
يُذكر أن المدرب الرئيسي للفريق (أو، في حال غيابه، مسؤول الفريق الموجود في المنطقة الفنية) هو الوحيد الذي يحق له التقدم بطلب لمراجعة قرار تحكيمي، ويجب أن يتم مباشرة بعد وقوع الحادث، وذلك من خلال لف أصبعه في الهواء وتسليم بطاقة طلب المراجعة للحَكَم الرابع. ومع ذلك، يحق لكل لاعب أن يطلب من مدربه تقديم طلب مراجعة، علماً أن النظام لا يُستخدَم إلا عند احتمال وجود خطأ واضح وصريح أو حالة جسيمة كان قد تم إغفالها، وذلك في السيناريوهات المتعلقة بالتحقق من صحة هدف/أو عدم صحته، أو بوجود ركلة جزاء/أو عدم وجودها، أو بالحالات التي تستوجب بطاقة حمراء مباشرة (وليس حالات الإنذار الثاني).
هذا ويعتزم FIFA الاستمرار في إبراز خصائص نظام الفيديو الداعم في كرة القدم على الساحة الدولية، وذلك من خلال اعتماده في مختلف بطولات الشباب المقامة تحت مظلته، كما هو الحال في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة FIFA تشيلي 2025™ التي انطلقت للتو، علماً أنه من المتوقع أيضاً أن تستمر التجارب في بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة المغرب 2025 FIFA™ المقرر انطلاقها منتصف الشهر الجاري، وكذلك في بطولة كأس العالم تحت 17 سنة قطر 2025 FIFA™ التي ستدور رحاها في وقت لاحق من هذا العام، مما سيمثل فرصة أخرى لتعزيز الخبرة المكتسبة في هذا المجال، والاطلاع على مزيد من الرؤى والإضاءات حول السُّبل الكفيلة بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا النظام التكنولوجي من أجل دعم الحكام في مسابقات الشباب الدولية.
يُذكر أن زخم نظام الفيديو الداعم في كرة القدم لا يتوقف عند هذا الحد، إذ تتأهب العديد من الاتحادات الوطنية الأعضاء المنضوية تحت مظلة FIFA للمشاركة في التجارب ذات الصلة في وقت لاحق من هذا العام أو مطلع العام المقبل، علماً أن نحو عشرة اتحادات أخرى بصدد التخطيط لتنفيذه، حيث يعمل FIFA باستمرار على التنسيق مع الاتحادات الأعضاء والتعاون معها لتقييم تجارب نظرائها المنخرطة في التجارب من جهة، وتحليل البيانات المجمَّعة في هذا الصدد من جهة أخرى.
ذلك أن الهدف الأساسي وراء ترويج FIFA لنظام الفيديو الداعم الفيدرالية يتمثل بالأساس في إضفاء الطابع الديمقراطي على كرة القدم من خلال إتاحة تقنية مراجعة الفيديو كخيار إضافي - ليس فقط لمسابقات النخبة التي تزخر بموارد كبيرة، بل وكذلك للدوريات والاتحادات التي لن تتمكن من تحمل التكاليف التشغيلية لنظام حَكَم الفيديو المساعد (VAR).
وإذ ينطوي نظام الفيديو الداعم في كرة القدم على تبسيط العمليات وصرف تكاليف أقل على الجوانب المتعلقة بالبنية التحتية، لا يمكن اعتباره بأي شكل من الأشكال بديلاً لنظام حَكَم الفيديو المساعد، وإن كان يدعم عمل الحُكام بشكل كبير في اتخاذ القرارات، مع ضمان مبدأي الدقة والعدالة لمختلف المسابقات بغض النظر عن حجمها.