كأس العالم للكرة الشاطئية سيشيل 2025 FIFA™

بث مباشر، ملخصات للمباريات، حصريات والمزيد!
السبت 10 مايو 2025, 19:00

المتوطوعة السيشيلية غراسيا لابيش...العمر مجرد رقم

  • تبلغ غراسيا لابيش 74 عاماً وتطوعت في كأس العالم للكرة الشاطئية سيشل 2025 FIFA™

  • اشتغلت كمعلمة على مرحلتين لغاية سن الـ72 وتطوعت في الكثير من الأحداث السابقة

  • تتحدث غراسيا عن تجربتها الجديدة وتؤكد للمرة الألف أن العمر مجرد رقم

"أنا فخورة جدًا بنفسي. أنا سعيدة باختياري كتمطوعة من بين العديد من الأشخاص الذين أرادوا المشاركة ولم تسنح لهم الفرصة، ويسعدني أنهم قبلوني رغم سني لأشارك في هذه البطولة..."

لما تقرأ هذه الإجابة من الوهلة الأولى لا تتخيل أبداً أن قائلتها أم وجدة في الـ74 من عمرها، فرغم تقدمها في العمر إلا أن حديث غراسيا لابيش عن مشاركتها كمتطوعة في كأس العالم للكرة الشاطئية سيشل 2025 FIFA™، كان مليئاً بالطاقة الشبابية وبقلبٍ مفعمٍ بالحياة وبحب كبير لمساعدة الناس.

تعيش غراسيا لابيش في بيل أومبير، وتعمل في برنامج الشباب، حيث يقتصر مهامها مع الأطفال الذين يتجولون في الملعب حاملين الأعلام ويلتقطون الكرات، والذين يُطلق عليهم اسم "جامعي الكرات،" حيث تقتصر مسؤوليتها في رعاية هؤلاء الأطفال، كونهم يأتون مبكرًا إلى الملعب، لهذا تحرص على حصولهم على طعامهم وشرابهم، وبعد ذلك تصطحبهم إلى الشاطئ للتدرب قبل الصعود إلى الملعب. أردنا معرفة السبب الحقيقي وراء شغف هذه المرأة وحبها لمساعدة الناس، حيث تتمتع غراسيا بكل لحظة من حياتها، ولم تقبل فكرة الجلوس في البيت حتى بعد التقاعد "عملتُ مُعلمةً لفترة طويلة جدًا، حوالي 46 عامًا. تقاعدتُ في سن 63، لكنني لم أترك المدرسة. واصلتُ تكريس وقتي، وعملتُ بدوام جزئي بعقد... عندما بلغتُ 72 عامًا، تقاعدتُ نهائيًا".

FIFA Volunteer, Gracia Labiche, looks on in the tunnel

كانت غراسيا لابيش مترددة بعض الشيء قبل خوض تجربة التطوع في سيشل 2025، حيث تروي لنا ردود فعل أفراد عائلتها عندما علموا أنها ستكون متطوعة في هذه البطولة "سمعتُ أنهم يطلبون متطوعين، والكثيرين شجعوني على المشاركة، لم أكن أرغب في المشاركة في البداية لكن في اللحظة الأخيرة، أخبرتني ابنتي أنني أملك وقت فراغ ولا أفعل شيئًا، فلماذا لا أحاول؟ "في أول الآمر تساءلت عائلتي هل يمكنني القيام بدوري على ما يرام، وقيل لي 'ماما، هل ستتمكنين من القيام بهذه المهام؟' لأنهم لم يكونوا متأكدين تمامًا من الدور الذي سأقوم به، لكن عندما عرفتُ دوري هنا في البطولة، شعرت بفخر كبير بعد أن أصبحتُ متطوعة، وهم أيضًا سعداء بشكل عام بشأني، خاصة لما رآني حفيدي الأكبر بزي المتطوعين وقال: "جدتي، تبدين جميلة!" وسألوني إن كنت قد قابلت "تيكاي".

لم تكن تجربة التطوع في سيشل 2025 هي التجربة الأولى لغراسيا، حيث سبق لها خوض تجارب سابقة، فلطالما آمنت غراسيا برد الجميل، سواءً من خلال أنشطة الكنيسة في بيل أومبري، أو قيادة نوادي الحياة البرية للشباب، أو التطوع في فعالياتٍ كبرى مثل دورة ألعاب جزر المحيط الهندي (2011). وقد مثّلت سيشل مؤخرًا في مؤتمر المرأة لعام 2025 في جنوب أفريقيا. إن التزامها بالتعلم مدى الحياة والخدمة يجعلها مصدر إلهامٍ بين متطوعي بطولة 2025.

أتطلع لبطولة أخرى، ربما العام المقبل. وسأبلغ الخامسة والسبعين من عمري، وستختارونني مجددًا، وسأكون هناك مجددًا لتمثيل بلدي.

غراسيا لابيش
متطوعة في كأس العالم لكرة القدم الشاطئية FIFA

"سبق لي التطوع من قبل. التطوع هو شيء أقوم به في مجتمعي، مع أطفالي، وحتى قبل ذلك، كنتُ قائدة في نادي الحياة البرية، لقد عملت مع مواطنين شباب وأطفال وكنا نقوم بكل ذلك مجانًا".

تجري بطولة كأس العالم للكرة الشاطئية سيشل 2025 FIFA لأول مرة في قارة أفريقيا، كما تستضيف سيشل لأول مرة بطولة من تنظيم FIFA وهو ما يشعر غراسيا بالفخر "أنا فخورة جدًا ببلدي، وفخورة جدًا بشعب سيشل، وخاصةً حكومتي، ورئيسي، السيد وافيل رامكالاوانمن صنع هذه اللحظة التاريخية لنا جميعًا".

 FIFA Volunteer, Gracia Labiche

" حتى كانوا يخسرون المباريات، كنت أرفع يدي عالياً ولم أتوقف عن تشجيعهم. كنا نهتف لدهمهم، وأنا سعيدة جداً بمشاركتهم في كأس العالم لكرة القدم الشاطئية".

يعتبر سيشل بلد سياحي ومتفتح على جميع الجنسيات التي تزوره سنويا، لهذا تجسدت حملة Football Unités The World خلال بطولة سيشل 2025.

"الجميع لطفاء مع بعضهم البعض هنا في البطولة، لا يوجد تمييز. الجميع يتحدث... حتى أولئك الذين لا يتحدثون لغاتنا... نحن السيشليون لدينا ثلاث لغات، لذلك نحاول دائمًا التحدث إلى أي شخص نصادفه ومساعدته".

“"أرى أنه هناك 16 بلداً و16 منتخباً يتنافسون في هذه البطولة، وكل الفرق تبدو متحدة، لهذا أتمنى رغم كل القتال الذي نشاهده في كل مكان، أن أرى واحداً من هذه البلدان مثل البلدان الـ16 التي جمعناها هنا في بلدنا. هل تعلم ما أقصده؟

"أحيان هناك بلدين يتقاتلان من دون أن يعرف كل منهما الآخر. لهذا السبب قام FIFAبجمع الكثير من الناس معاً هنا في بلدنا، نحن كلنا أصدقاء وننسى ما يحدث في بلدنا، لهذا أنا فخورة بما قام به FIFA".

وقبل الختام، أكدت الأم والجدة أن العمر لا يقف أبدأ عائقاً في وجه التطوع "لن أنس هذه البطولة أبدًا لأنها تزامنت مع عيد ميلادي الرابع والسبعين. لذا، سأتذكر في كل مرة يكون عيد ميلادي، أنني أصبحتُ متطوعة في كأس العالم لكرة القدم الشاطئية في ذلك العمر. لا شيء يُخيف أحدًا؛ فالعمر مجرد رقم، كما نقول. إذا كنت تشعر بأنك في لياقة بدنية جيدة وبصحة جيدة، فلماذا لا تُجرب؟" "أنا فخورة بنفسي جدًا، وأتطلع لبطولة أخرى، ربما العام القادم، وسأبلغ 75 عامًا، وستختارونني مجددًا، وسأكون هناك مجددًا لأمثل بلدي."